نبذة تعريفية عن المقال
الثامن من آذار يوم المرأة العالمي
The golden needle for sewing school ” مدرسة الإبرة الذهبية للخياطة “
المدرسة التي خدعت العالم أجمع، العالم الذي أراد لأفكار المرأة أن تبقى محصورة بين خرم الإبرة والخيط.
في جبال الهندكوش وفي تسعينيات القرن الماضي قامت بعض الجماعات في تلك المناطق بحرمان المرأة من أبسط حقوقها ألا وهو التعليم؛
ووضعوها في قفص وقالوا لها لا يوجد سوى الخياطة.
استمر الوضع على هذا الحال لسنوات عديدة،
سنوات وتلك الجماعات كانت تعتقد أنها مسيطرة وقانونها هو السائد حتى عام 2001.
خرجت تلك البنادق من الجبال واتضحت ماهيّة هذه المدرسة.
في الحقيقة هي لم تكن مدرسة بل كانت مطبعة ودار علم، يقومون بتهريب كتب الأدب الإنكليزي داخل الأقمشة ومديرة تلك المدرسة هي بالفعل آنسة أدب إنكليزي.
هذه المدرسة جعلت العالم يقفْ على رجلٍ واحدة مستغربين ومندهشين، أعطت درساً للبشرية أجمع ماذا يمكن للمرأة أن تفعل!
كيف حاربت المرأة وأثبتت وجودها في هذا العالم
لطالما حاولوا أن يشوهوا صورة المرأة على مرّ الأزمان والعصور، قصّوا أجنحتها وحبسوها في قفص، فماذا فعلت هي معهم؟
لم تكن المرأة في يومٍ من الأيام عادية أو نصف أو ناقصة عقلٍ أو غير مكتملة، على العكس تماماً فأينما وجِدت تركت بصمتها وأي فراغٍ كان سدته هي.
كانت تمشي وتروي، تأتي في الليالي السوداء الطويلة كرهبانية شمس الفجر الأولى.
كذلك هي التي تخلق خريطة الحياة من رحمها، صنعت أمماً وحضارات، غيّرت الميلاد وكسرت قوانين الصمت والكلام.
إذا دخلت على خرابة قلبك جمعت الفتات ولملمت الذرات وعجنتك من جديد.
هي الجندية والمحاربة والباسلة التي تعدّ الأرض حدودها والدفاع عنها واجب.
هي في الميدان كانت تقف جنباً لجنب لأن أولادها ينبتون في تلك الأرض وعليها الحماية.
اضطهدوها ومارسوا عليها أشنع أنواع التحيّز، وطبقت عليها عادات وفرضت قوانين لا يتحملها عقلنا البشري،
كما حاولوا نسفها وجزمها في أماكن، وفي أماكن أخرى حجّموها ووهموها بأنها أميرة وفي الخارج وحوش ينتظرون اصطيادها.
هي بالفعل أميرة ولكن بين حاشيتها وفي منتصف شعبها.
المرأة ما بين أوروبا والبلاد العربية
في أوروبا قالوا لها لن تتمكني من الحكم ولن تستطيعي السيطرة،
حتى حكمت وسيطرت وصرخت لا في وجوههم وأصبح لها مكانها منذ سنوات ليست ببعيدة.
بينما في بلادنا العربية غلّفوها وقالوا لها اصمتِ فصوتك عورة،
لا تخرجي وتعملي فإنك تتشبهين بالذكور ولا تقودي السيارة فهي لم تُخترع لأجلك،
لا تنتخبي ولا ترشحي نفسك للبرلمان حكمك في المطبخ… انظروا إلى حالنا الآن!
هل هناك مفصل من مفاصل الحياة حضورنا غائب عنه!
وهل هناك مكان لم يعجبنا وبقينا صامتين متقبلين الواقع ولم نغيره!
في ظل أزماتنا وحروبنا التي نسعى فيها لتأمين لقمة عيشنا هل اختبأت وتكورت على نفسها داخل جحرها!
لا بل أرادت التحليق والرقص في بحيرة البجع، تلك الراقصة التي كانت محور الحياة في اللوحة.
الحكاية كاملة تدور حولها، إنها لوهلةً ما جعلتنا نشعر أنها تطير.
وفي الحقيقة أنه لم يكن سوى أصبع رجلها هو الثابت على الأرض وأجنحتها مفرودة على وسع البحيرة.
فالحب كل الحب لكل امرأة تسعى لتحافظ على هويتها وتميّزها في عصر تحطم الذات،
الذي يرسم الصورة المثالية للنساء ويلسع أجسادنا.
نحن الحقيقة في ظل الوهم.
بقلم: مايا إسماعيل