نبذة تعريفية عن المقال
قصة الزير سالم وملحمته البطولية تزين الليالي الرمضانية
وتضيف لسهرتنا إثارة حروبها الخاصة المرتبطة بتاريخ حافل بأسرار العرب وشعرهم وكلماتهم.
بعد ذلك زادت سطوة كليب لدرجة كبيرة ولا تحتمل، فقد منعهم من الصيد وإضرام النار ومن الماء المخصص لبعولتهم.
هذا أثار غضب بني مرة، وكان أشجعهم من بين الأخوة جساساً وأقلهم صبراً، جرى في عروقه الطيش وحركات كليب لم تترك للحلم منفذ.
وفي تلك الفترة سعاد خالة الجليلة وجساس لقبها البسوس كانت في ضيافةً عندهم ومعها ناقتها سراب.
فأرسلت ناقتها وفصيلها مع إبل جساس لترعى في حمى كليب ولم يكن يسمح كليب إلا لإبل انسبائه بدخول هذه الحمى، فلما رأى كليب فصيل الناقة رماه بسهمه فأرداها قتيلًا.
هنا جن جنون البسوس وبدأت نسج شباك المكر والخديعة لتقتل كليب وتحقق غايتها.
لذلك قامت بتحريض جساس وزرعت في صدره الحقد والضغينة، وبدأت بحربها اللعينة.
حرب البسوس، من الحروب الأكثر فتكاً في تاريخ العرب، بقيت أعداد قتلاها مصدر للرعب لسنوات طويلة استمرت لمدة أربعين عاماً.
لأن البسوس هي من أشعلت نارها فأصبحت مضرباً للمثل في أراض العرب لكل امرأة تسعى للخراب.
وبالفعل أقدم الجساس على قتل كليب ليأتي الزير سالم أبو ليلى المهلهل ويقود حرباً جديدةً انتقاماً لمقتل أخيه كليب وقد تمكن من الفوز،
واشتد القتال بين القبيلتين لمدة أربعين عاماً. ووضعت الحرب أوزارها بعد مقتل الجسّاس بن مرة على يد المهلهل، وكان النصر حليف قبيلة تغلب.
وهكذا انتهت أشهر معارك العرب تلك التي بدأت بأغرب سبب “ناقة” وصاحبتها البسوس أصبحت مثلاً يضرب باسمها عند كل فتنةً.
وكم من بسوسٍ صادفناها في حياتنا.
بقلم: مايا إسماعيل
تابع معنا رحلتك الرمضانية واقرأ أيضاً…