نبذة تعريفية عن المقال
تعرف على قصة مثل رُبَ رميةٕ من غير رامٍ
الذي أصبح العرب يتداولونه بين بعضهم دلالة على كل شخص محظوظ سهمه رابح متى ما أطلق.
نَردُك في يدك وعلى كلمة “شيش بيش” يأتي حَظك، هي ضربةً قد تصيب ويمكن لا تصيب.
الشخص المحظوظ هو الأمهر بها، وهنا نقصد المهارة ليست تلك المرتبطة بالدهاء
وإنما الحظ الذي يصيب هدف صاحبه بلا أي عناء هكذا… تظن أنه سقط من السماء؛
هؤلاء الأناس هم الأكثر راحة وطمأنينة، نردُهم بيدهم وهو صائب لا محالة.
نقلب الطاولة لنرى الشخص المقابل الذي يتلوى ويصعّب الأمر على نفسه وجهه أحمر وضغطه مرتفع لكي تفتح السماء أبوابها له وينفخ في يده ويرميه لكن يعود خالٕ،
هذا لا يعني أنه ليس في مستوى ذكاء الأول؛ لكن يعني أن حظه ليس اليوم، لا يوجد له نصيب من السماء.
يمكن أن يضع الآخر في جيبه عندما نراجع تاريخه الحافل بالفوز.
هذه النماذج لا تكون فقط على طاولة النرد ولا في الحروب ولا في دور العلم…
هنا النرد لا نقصد به الحجر المرقم، بل هو الشيء الذي نطلقه ليعود لنا بهدفنا.
السهم الرابح والمثل الخالد
وكم من رميةٕ كانت من غير رامِ.
هذا المثل قاله حكيم وعالم في قديم الأزمان، فقد كان لا يضاهيه أحد في القوس والسهم، يطلق سهمه لا يعود إلا مع فريسته.
في يومٍ ما تغير حال الرجل وأدارت السماء وجهها عنه تراه حزين ومحتار، فقد خرج أول يوم للصيد عاد وجعبته خالية، وفي اليوم الثاني لم يعقر سهمه شيئاً أيضاً.
فلما أصبح قال لقومه: ما أنتم صانعون؟ فإني قاتل اليوم نفسي إن لم أعقر مهاة.
فقال له ابنه: يا أبتِ احملني معك أرفدك. فانطلقا، فإذا هما بمهاة، فرماها فأخطأها.
ثم تعرضت له أخرى فقال له ابنه: يا أبتِ ناولني القوس. فغضب حكيم وهم أن يعلوه بها.
فقال له ابنه: أحمد بحمدك، فإن سهمي سهمك. فناوله القوس فرماها الابن فلم يخطئ.
ومن هنا خرج المثل من فم الحكيم وعاد للقرية وهو يردده ” رُبَ رميةٕ من غير رامٍ “
وأصبح العرب يتداولونها بين بعضهم لكل شخص محظوظ سهمه رابح متى ما أطلق.
بقلم: مايا إسماعيل
تابع معنا رحلتك الرمضانية واقرأ أيضاً…