نبذة تعريفية عن المقال
قصة مثل “رجع بخفيّ حنين” توضح لنا ماذا تفعل خيبة الأمل للإنسان.
وكيف تجعله يفقد السيطرة على أعصابه! ويخطط لكي ينفذ انتقامه.
ما أكثر ما يكسر الإنسان!
حقيقةً أكثر ما يكسرنا هي خيبة أملنا وتوقعاتنا التي نبنيها وليس الموقف في حد ذاته.
تجدنا نتأمل ونبني مشاعر وأحلام على أشياء احتمال أن تسقط في أي لحظة.
الإنسان عادةً لا يعرف أن يترجم مشاعره، لذلك يحكم على نفسه ويقول أنه حزين على هذا الشيء.
إلا أنه حزين على مشاعره التي وهبها إليه، وانتظاره لكي تُرد له بنفس طريقته؛ أي أنه حزين على نفسه وليس على الأشياء ومن هنا أتت خيبة أمله.
عندما يترافق شعور الخذلان وخيبة الأمل مع الغضب والإنكار للواقع هنا ندخل في دوامة وتغلبنا مشاعرنا فلم نعد قادرين على تحديد هدفنا. هل هو رد الشعور بالشعور! أو إلحاق الأذى بالآخر!
نضعف ونكون قليلي الحيلة، ومن هنا يتضح الذكي من طريقة رده وهذا ما حصل مع “حنين”،
حنين صاحب مهنة الإسكافي، يعمل في المدينة وفي ذات يوم جاءه أحد الأعراب من البادية يريد أن يشتري خفًا من عند حنين لكن لم يتفقا على السعر فلم تتم الصفقة،
فغضب حنين بشكل شديد وأراد الانتقام من الأعرابي، فرمى حنين فردة واحدة من الخفين في طريق البدوي، فلما رآه البدوي قال في نفسه هذا يشبه خف حنين وتركه وذهب،
بعد قليل وجد الفردة الثانية للخف فقال في نفسه ليتني لم أترك الفردة الأولى، فالتقط التي وجدها وعاد مسرعًا ليحصل على الفردة الأولى، تاركًا خلفه الراحلة التي كان يمتطيها.
وكان حنين يراقب الأعرابي فأخذ الراحلة، فلما عاد الأعرابي لم يجد الراحلة، وعندما عاد لأهله سألوه بأي شيء عدت لنا؟ أجابهم بخفيّ حنين…
ومن بعد هذه القصة انتشر المثل “رجع بخفيّ حنين“.
محظوظ من لديه القدرة أن يسيطر على أعصابه… من يستطيع أن يصب غضبه في هدفه تماماً.
بقلم: مايا إسماعيل
تابع معنا رحلتك الرمضانية واقرأ أيضاً…