نبذة تعريفية عن المقال
هجرة الشباب العربي من أوطانهم لتحقيق أحلامهم هاجس يُطاردهم.
لم تكن مغادرتهم عادية، محطة قطار وعناق الوداع…
لقد كانت معركة وجود استدعت منهم أن يتخلوا عن ورقتهم الأخيرة لكي يغادروا.
أُقَلِّبُ طَرفي في السَماءِ لَعَلَّهُ
يُوافِقُ طَرفي طَرفَها حينَ تَنظُرُ
قيس بن الملوَّح
كم من رفةِ عينٍ تمنيناها أن تكون أمام أحبابنا!
وكم من رمشٍ تساقط على وجنتينا فنثرنا عليه نسمة من روحنا كأمنية لبقائهم!
إنّ ما يواسي القلب حقاً هو أننا تحت سماءٍ واحدة، تشرُق علينا شمسها ونرى هلال قمرها.
فما الذي يدفعُنا لبتر أجزاء من قلوبنا ونغادر أماكننا الآمنة! سوى طموحنا وأملنا، أنه يوجد ما يستحق التضحية في الطرف المقابل، أننا سنجتمع وأخيراً في مكانٍ ما مع أحلامنا حتى لو فاتنا العالم بأسره.
الجميع يعتقد أن الحياة توجد أمامه، إلا نحن فلم تكن يوماً الحياة أمامنا بل كل شيء كان خلفنا.
نحن شعوب الحروب شعوب التجاوز، نمتلك أعظم المهارات في التناسي ممتلئين بالغضب والجروح ومع ذلك وبكل جرأةٍ نقف ونردد نحنُ أحياء، هذه الحياة لنا.
فعل المغادرة لم يكن بتلك السهولة التي تخيلناها؛ الأمر أشبه بضفتي النهر، ضفةً تزين أضواءها السماء وتلمع نجومها.
يخشوا أن تسقط إحدى هذه الأضواء على الضفة المقابلة ويروا جيوشاً من الموتى، تغادرها بقوارب سقيمة ومياهاً شرهة لا تشبع تبتلع.. وتبتلع
كل شخصٍ غادرها حمل منزله أثناء مغادرته، مواسياً عائلته في الضوء الموجود في آخر النفق.
كم من الشجاعة التي يحتاجها الفرد ليبدأ مرة ثانية من الصفر، ويعود إلى نقطة البداية وكأن أقدامه لم تسقط على الطريق ودموعه لم تروِ المحطات.
هذا هو حال الشباب العربي، بالرغم من المخاطرة وقسوة الرحلة إلا أنهم يصروا على الهجرة.
لا يمكننا نكران فضل بلادنا علينا لأن الإنسان بغريزته الفطرية يهوى وطنه، على ترابه خطوته الأولى ودقة القلب الأولى حفظت حجارتها ضحكاته وكل الكلام والخطوات.
لكن ماذا نفعل إذا أصبحت بلادنا تنكرنا! وأرضنا شبعت من دماؤنا!
لذلك غادرناها باتجاه أحلامنا، خرجنا منها لوحدنا لكن كيف غرق الجميع! الدفاتر والذكريات في هذه الرحلة… لا نعلم.
ماذا قدّم DIVVMEN لعملائه
DIVVMEN لم يكن يوماً ما قارب أو وسيلة للعبور بل هو المحطة الذي يتوجب عليك الوقوف عندها.
هو الذي استمد من صرخات الأفارقة قوته، وجعل من نيويورك مقصد سهل لتحقيق الأحلام.
فقدم للشباب تشابديفال & مونودوف ليكونوا أصدقاء رحلته وشركاء المغامرة الجميلة.
فعل المغادرة أبدي… يبقى الآخر يصارع داخل صدرك ليقنعك أن الوداع ليس الخاتمة، وهجرته ليست خط النهاية الذي يتوجب عبوره لنسيانه.
بقلم: مايا إسماعيل