سي السيد.. الخواجة والطالب؛ خطوة بخطوة في مسيرة تطور الملابس

هنا كانت الطرابيش والقبعات تشكل سمة أساسية لأصحابها، فأخذوا من اسمها وأصبح اسمهم “أصحاب الطرابيش”.

كانت هذه الموضة منتشرة بين أواخر 1800 وبدايات 1900، حيث لا يمكن الخروج بلا قبعات الرأس لاعتقادهم أنه من غير اللائق ظهور شعر الرأس العادي.

بعد عام (1920_1929) ومع نهايات الحرب العالمية الأولى، ظهرت آثارها على الموضة بشكلٍ كبير وأحدثت ثورة فيها ورسمت خط الموضة الجديد،

تطورت البدلة لتأخذ شكلاً عصرياً أكثر بتصميم ضيق، وبدأ المزج بين الأقمشة السادة والمقلمة والمخططة، وكان الأمير ويلز البريطاني أيقونة الموضة وقتها وبالتالي سميت تلك المرحلة بالموضة الإنكليزية.

الفترة بين عامي (1940_1949) كانت قاسية على العالم، حربين عالميتين، فقر ومجاعات…

هنا لم يعد يوجد حدود ولا قواعد ولا أسس بسبب الحرب،

خرج العالم من تلك السنوات وسلخ جلده وغير أفكاره ونسف كل ما كان.

فلم يعد للبدلة الرسمية وجود وظهر “التيشيرت” لوحده أو القميص لوحده، ولم يعد أي داعٍ للجاكيت، والحذاء الجلدي الكلاسيكي تم استبداله بالحذاء الرياضي الأبيض، لم يناسب هذه الإطلالة البناطيل الضيقة فقد عادت البناطيل الواسعة للواجهة من جديد.

السبعينيات 1970 _ 1979 هنا الحدث الأكبر الذي لم يتصوره أحد؛ لقد تحررت الموضة ووصلت لمرحلة الجنون فظهر “الهيبيز” و”الجوكر” كانوا للمتمردين والعمال الكادحين الذين صرخوا بأعلى صوتهم أنه يحق لهم المشاركة في شارع الموضة والحياة بما يليق بهم.

فاستجابت الماركات العالمية لمطالبهم وبدأت بتصنيع البناطيل والقمصان بألوان فاقعة ومختلفة وغير متناسقة لتدل على تمردهم،

كما كانت البناطيل ضيقة في الجزء العلوي وواسعة في الجزء السفلي والقمصان كانت بياقات طويلة وكان لقماش الساتان دور رئيسي في القمصان،

إضافة إلى الإكسسوارات الصاخبة مثل القلائد الضخمة وأساور اليد الكبيرة.

الفترة بين عامي 1990 _ 1999 كانت في نظر مدوني الموضة فترة رديئة الذوق ختموا تلك الألفية بطريقة لا تليق بسنواتها السابقة.

تغيرت الموضة بشكل لا يمكن تصديقه، وظهرت فكرة الوشم والأقراط والإكسسوارات في أماكن مختلفة من الجسم،

حتى الملابس الرسمية بدأت تتحول لتصبح كاجوال أكثر.

كما جاءت سراويل الجينز في موضة الباجي الفضفاضة مع التيشيرت والقمصان وبقيت البدلات حصرية لأصحاب المناصب والموظفين.

هكذا انتهت تلك الألفية في الطريقة الأسوأ على الإطلاق.

بعد عام 2010 وحتى وقتنا هذا أثّر الانترنت بشكل كبير على الأزياء وأصبح الموضوع أسهل وأقل تعقيداً،

فيمكنك من منزلك اقتناء ملابسك ومعرفة ما يناسبك وتحديد الزي الأقرب لشخصيتك بنقرة واحدة.

كما أننا نلاحظ في سنواتنا الأخيرة عودة موضة الثلاثينيات بشكل كبير مع إضافة بعض لمسات من الحداثة والعمل على تفاصيلها لتظهر بشكل جاذب.