حكايا رمضان

قصة الزير سالم… الرواية الشعبية التي لا تموت (ج2)

نبذة تعريفية عن المقال

قصة الزير سالم وملحمته البطولية تزين الليالي الرمضانية
وتضيف لسهرتنا إثارة حروبها الخاصة المرتبطة بتاريخ حافل بأسرار العرب وشعرهم وكلماتهم.

قصة الزير سالم

ومن أعز من كليب وائل! 

هذا مثلاً يضربه أبناء العرب يدل على بغي وجبروت كليب، حيث كان أقوى الرجال في ذلك الزمن وأعزهم.

كان هو من ينزلهم منازلهم ويرحلّهم، ولا ينزلون ولا يرحلون إلا بأمره، فبلغ من عزته وبغيه أنه اتّخذ جرو كلب،

فكان إذا نزل منزلاً به كلأ قذف ذلك الجرو فيه فيعوي، فلا يرعى أحد ذلك الكلأ إلا بإذنه. وكان يفعل هذا بحياض الماء، فلا يردها أحد إلا بإذنه أو من آذن بحرب، فضرب به المثل في العز.

هذا ما أثار الرعب في نفوس قبيلة مرّة أولاد عمومته، مما دفعهم لضرب الرمل ورؤية الغيب ليتبين معهم أن سالم المهلهل أخيه لكليب سينال من العز أشده ويعلو شأنه.

فتحسسوا الخطر الذي سيصيبهم لذلك لجأوا إلى الجليلة أختهم الكبيرة وعند العرب تسمى الأم القمرية لتساعدهم على التخلص من سالم.

عرف سالم بأنه فارس وشجاع محبًا للمرح والفكاهة، كما كان طويلًا ومفتول العضلات، قامته ممشوقة وكتفيه عريضين وكانت بنيته قوية، يحب التعطر بالمسك والتطيب بالبخور،

مقبلًا على اللهو وشرب الخمر، وكان كثيرًا ما يذهب للقنص والصيد في البراري وأكثر صيده كان من السباع.

فاستغلت الجليلة هذه الصفة وأرسلته إلى وادي السباع ليأتي لها بحليبهم. ولأن كليب يحب أخيه حبًا كبيرًا لأنه هو الذي كان يرعاه بعد مقتل والدهم. فجعله فارسًا قويًا ذا قلب صلب قاسي لا يخاف ولا يهاب أحدًا.

وبالمقابل كان الزير سالم يحب كليب حب الأخ لأخيه الذي كان له بمثابة العوض عن الوالد،

وكان كليب يأخذ الزير سالم معه إلى الصيد والقنص ليعلمه صيد السباع والغزلان ليشتد عوده ويقوى ويصبح فارساً شجاعاً.

فعلت الجليلة الكثير والكثير ولم تستطع أن تقلب الأخ على أخيه لأن كليب عرف أن أخيه يحبه كثيراً وما هذا إلا تحريض لكي تحمي الجليلة أخوتها.

لَعمرك لَو أصبحتُ في دارِ منقذٍ       لَما ضيمَ سعدٌ وهو جارٌ لأبياتي

     وَلَكنّني أَصبحتُ في دارِ غربةٍ        مَتى يعدُ فيها الذئبُ يعدُ عَلى شاتي
 
فَيا سعدُ لا تغرر بِنَفسك واِرتَحل     فَإنّك في قومٍ عنِ الجارِ أمواتِ

وا ذلاااه.

بقلم: مايا إسماعيل


تابع معنا رحلتك الرمضانية واقرأ أيضاً…

تعرّف على قصة الداهي شَن مع من فهمه 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *