قصة روميو وجولييت ورسائل الحب والحرب بينهما

هل تعلم يا صديقي متى نكتشف ذاتنا الحقيقية!

في الأزمات؛ للموت رهبة لا يمكن تفسيرها كلما رأيناه يقترب، كل ما وضحت مرايانا الداخلية.

لذلك الوجه الآخر للحروب والذي لا أحد يجرؤ على كشفه هو قدرتها على الكلام بأشياء  لا يجرؤ أحد على قولها حتى نفسك تهرب منها.

هي الشفاه الصامتة  الزُرقة، العطشى التي تفعل دون أن تتكلم، وما أصعب الأشياء التي تأتيك فجأة دون أن تسمع ضجيجها! 

تنفض غبار عقلك، وتفتح الصناديق السوداء لسحب قطعها واحدة تلو الأخرى كسلسلة تتعجب من ترابطها.

نتائج الحرب ومخلفاتها ليست سوى عرضٍ مسرحي نشاهده يومياً، نشاهد بذورها التي نستقيها من دماء غضبنا، تنمو داخلنا يوماً بعد يوم. 

نحن وبكل بجاحة نورثها لأولادنا ونعاود زراعة فتيل الغضب لأشياء لا ذنب لهم فيها.

ليضحوا هم أيضاً ضحية لحروب زُرعت بداخلهم ولا تعنيهم، لكن سيهلكون أنفسهم تجاه قضية عمياء.

كيف عانق شكسبير تفاصيل الحب بروايته الشهيرة

هذه التفاصيل قدمها شكسبير بأبهى رسالة وأقنع العالم بعد فوات الأوان أن الحب لا تاريخ نهاية لصلاحيته.

هو رسائل مكتوبة على بنادق ومصوبة نحو الكون، لكن في النهاية طلقتها الأخيرة تكون باتجاه صاحبها.

رواية شكسبير فتحت بوابات مرصودة بروح ملعونة لا تفتح إلا بالدماء، أغلقوها لجمالية المنظر الذي يخبئونه وخوفاً من إغراء العالم بها ونسيان حقدهم المتوارث.

أراد شكسبير لروميو وجولييت أن تكون رواية توضح جزء من قصة آدم وحوّاء، وأن يستبعد المفاهيم التي تناقلت عن تلك التفاحة وفتحها بوابات شيطانية والإغرار بهم. 

فعلهم هو ليس إلا محاولة للشعور أن يكونوا أحراراً وأسياد القرار، لكنهم اختاروا العصيان الخاطئ فحلّت بهم لعنة الله وسقطوا من جنّاته.

وهكذا روميو اختار الحب من الجهة التي ترفضه، من الضفة التي يرميه أهلها بالحجارة.

ومع ذلك أصرّ على المشي نحوها، لكن ما إن وصل حتى سقط كجثة هامدة غارقاً في دمائه.

تدور أحداث الرواية عن طائران يغردان وينشران الحب في مدينة فيرونا الإيطالية، عائلاتهم متصارعة وبالرغم من هذا تبادلوا رسائل الحب أثناء حرب العوائل، وهي ذاتها تحولت إلى رسائل خديعة بعد أن دسوا مكرهم فيها حتى أضحوا بسببها شهداء لهذا الحب.

احتجزوه ضمن توابيتهم ودُفِن معهم، فأصبحت تلك الأرض بسببهم تبث الحب والحياة، ومدينتهم عنواناً للفرح.

وانتهت تلك الحرب اللعينة بموتهم، لذلك قاموا بنصب تماثيل تذكارية ليبقى الجميع يتذكر حبهم الأبدي الذي لا يُنسى.

ماذا قدم DIVVMEN لعملائه

DIVVMEN الملاك الطائر والحمام المغرد الذي ينقل مراسيل الحب بين كل عاشقين، ويحمل أشيائه ويرميها ناشراً للحب والجمال والوجد.

فاختار في رحلته العشقية “ديفاليفا” مع نقشات قطط، متمنياً أن يقدم أحد أرواحها لشهداء الحب.

نَقِّل فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِنَ الهَوى 

ما الحُبُّ إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ 

كَم مَنزِلٍ في الأَرضِ يَألَفُهُ الفَتى

 وَحَنينُهُ أَبَداً لِأَوَّلِ مَنزِلِ

أبو تمام

بقلم: مايا إسماعيل